ما حُكْم قراءة القرآن الكريم وهِبَة
ثوابها للميت؟
بسم
الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فيقول الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر
الأسبق-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :
قال ابن تيمية من أئمة الحنابلة:إن الميت ينتفع بقراءة القرآن كما ينتفع
بالعبادات المالية من الصدقة وغيرها، وقال ابن القيم في كتاب الروح: أفضل
ما يُهْدَى إلى الميت الصدقة والاستغفار، والدعاء له والحج عنه، وأما قراءة
القرآن وإهداؤها إليه تطوعًا من غير أجر، فهذا يصل إليه، كما يَصِلُ إليه
ثواب الصوم والحج، وقال في موضع آخر من كتابه: والأَوْلَى أن يَنْوِيَ عند
الفعل أنها للميت ولا يشترط التلفظ بذلك اهـ.
وذهب الحنفية : إلى أن كل من أتى بعبادة سواء أكانت صدقة أو قراءة قرآن، أو
غير ذلك من أنواع البر، له جَعْلُ ثوابها لغيره، ويَصِل ثوابها إليه وفي
"فتح القدير": روي عن علي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "مَن
مَرَّ على المقابر وقرأ (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة ثم وَهَبَ أَجْرَها
للأموات أُعْطِيَ من الأجر بعدد الأموات".
وعن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سئل فقال السائل: "يا رسول الله
إنا نتصدق عن موتانا ونَحُج عنهم وندعو لهم، هل يَصِل ذلك إليهم؟ قال: نعم
إنه ليصل إليهم، وإنهم ليفرحون به كما يفرح أحدكم بالطبق إذا أُهدِيَ إليه"
اهـ.
ومذهب الشافعية: أن الصدقة يَصِل ثوابها إلى الميت باتفاق، وأما القراءة
فالمختار كما في شرح المنهاج وصول ثوابها إلى الميت وينبغي الجزم به؛ لأنه
دعاء.
ومذهب المالكية: أنه لا خِلَاف في وصول ثواب الصدقة إلى الميت، واختُلف في
جواز القراءة للميت، فأصل المذهب كراهتها، وذهب المتأخرون إلى جَوَازها،
وهو الذي جَرَى عليه العمل، فيَصِل ثوابها إلى الميت، ونَقَل ابن فرحون أنه
الراجح ومذهب الحنفية وصول ثوابها إلى الميت.
والله أعلم
.