س4: من هم أهل السنة
والجماعة؟
الجواب: أهل السنة والجماعة هم الذين
تمسكوا بالسنة، واجتمعوا عليها، ولم يلتفتوا إلى سواها، لا في الأمور
العلمية العقدية، ولا في الأمور العملية الحكمية، ولهذا سموا أهل السنة،
لأنهم متمسكون بها، وسموا أهل الجماعة، لأنهم مجتمعون عليها .
وإذا تأملت أحوال أهل البدعة وجدتهم
مختلفين فيما هم عليه من المنهاج العقدي أو العملي، مما يدل على أنهم
بعيدون عن السنة بقدر ما أحدثوا من البدعة .
س3: ما أصول أهل السنة
والجماعة في العقيدة وغيرها من أمور الدين؟
الجواب: قاعدة أهل السنة والجماعة في
العقائد وغيرها من أمور الدين، هو التمسك التام بكتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم، وما عليه الخلفاء الراشدون من هدي وسنة، ولقول الله -
تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران: الآية31). لقوله
- تعالى-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ
أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)
(النساء:80) ولقول الله – تعالى -:
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا)(الحشر: الآية7) وهذا وإن كان في قسمة الغنائم فهو في
الأمور الشرعية من باب أولى، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يخطب
الناس يوم الجمعة، فيقول: (أما بعد فإن خير
الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور
محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)1 .
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من
بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل
محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)2 .
والنصوص في هذا كثيرة، فطريق أهل
السنة والجماعة ومنهاجهم هو التمسك بالتام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، ومن ذلك أنهم يقيمون
الدين ولا يتفرقون فيه امتثالاً لقول الله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).(الشورى:
الآية13) . وهم وإن حصل بينهم من الخلاف ما يحصل مما للاجتهاد فيه
مساغ، فإن هذا الخلاف لا يؤدي إلى اختلاف قلوبهم بل تجدهم متآلفين متحابين،
وإن حصل منهم هذا الاختلاف الذي طريقه الاجتهاد .
- -1أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء
(2105) ومسلم: كتاب اللباس، باب تحريم تصوير الحيوان (2106) (96) .
2
أخرجه، مسلم كتاب الجمعة، باب تخفي الصلاة والخطبة (867) (43) .